سيضحي بك من أجل زوجته و أولاده
هل سيضحي بك كما قالوا لك؟
هل وجدتِ نفسكِ يومًا تبكين في صمت، تتسائلين
هل سيتخلى عني؟
هل سأكون دائمًا الطرف الذي يُضحّى به؟
سواء كنتِ الزوجة الأولى التي تشعر أن عِشرة السنين، والتضحيات، وتربية الأبناء… لم تكن كافية لتمنعه من الزواج بأخرى
أو كنتِ الزوجة الثانية التي تشعر أن حبّه ووعوده قد تتلاشى أمام صراخ المجتمع، ودموع الأولى، وعبء الذنب…
فالمخاوف متشابهة، وإن اختلفت المواقع
يتكرر هذا المشهد كثيرًا
الزوجة الأولى تسأل نفسها
"هل سأخسره بعد كل هذه السنوات؟ بعد أن وهبته شبابي وعمري؟"
والزوجة الثانية تشعر بالإقصاء، ويسكنها صوت داخلي يقول"أنتِ صفحة مؤقتة. سيعود لها لعشرة عمره وأم اولاده
ومع تكرار هذه السيناريوهات، يبدأ شيء داخلكِ بالانكسار
هل أنا كافية؟ هل يمكن أن يحبني ويبقى؟
في هذا المقال، سنتناول واحدة من أكثر الأكاذيب التي تُزرع في وعي النساء داخل تجرية التعدد — ونروي قصة حقيقية تُكذّب هذه الفكرة من جذورها
من أكثر الأفكار انتشارًا في "الزوج سيعود حتمًا للأولى"، أو “سيختار الجديدة ويكمل معاها حياته” وكأن هذه الرويات الرومانسية الخيالية هي التي تحدد قدر البقاء واتمام
الرحلة
هذا الاعتقاد منتشر بشدة في التعدد، حيث يُضفى على العلاقة الأولى نوع من الشرعية الأخلاقية، بحكم الأسبقية أو وجود الأطفال
لكن من منظور علم النفس الاجتماعي ونظرية التعلّق، فإن العلاقات لا تُبنى ولا تستمر بناءً على الأقدمية، بل على جودة الرابط العاطفي، والشعور بالأمان، والقدرة على التعبير دون خوف
الأبحاث تشير إلى أن الشركاء لا يعودون بالضرورة إلى "العلاقة الأولى"، بل إلى المكان الذي يشعرون فيه بالأمان، والتقدير، والقبول الذاتي
(Bartholomew & Horowitz, 1991)
فلماذا نصدق هذه الكذبة إذًا؟
الجواب ببساطة: لأن الخوف من الهجر مزروع فينا نفسيًا
هذا الخوف من أكثر المخاوف النفسية، خصوصًا لدى النساء اللاتي نشأن في بيئات عاطفية غير مستقرة، أو مررن بخبرات فقد مبكرة أو خذلان متكرر
قصة حقيقية 🕊️
امرأة تزوجت رجلًا متزوجًا، لم يخبر زوجته الأولى بزواجه الثاني ومع الوقت، قرر أن يُصارح زوجته الأولى بالحقيقة
في تلك الفترة، كانت الزوجة الثانية في دولة آخرى تقضي اجازة الصيف. وفي يوم من ايام الرحلة، كانت تتأمل البحر حين رن جرس هاتفها برسالة من زوجها
"أنا آسف. لا يمكنني الاستمرار. زوجتي الأولى هي حب حياتي، و سأموت بدونها وسأطلقك قريبًا. لا تتواصلي معي ."
تخيلوا شعورها في تلك اللحظة؟
. تجمدت. الف سؤال وفكرة تدور في ذهنها
… نزل الرعب والشك. جاء ذلك اليوم الذي كان يعده شياطين الإنس لكل امرأة تعيش تجربتها.
أنتِ الطرف الأضعف
!ضحّى بك من أجل أم اولاده
استغلك عاطفيا وجنسيا. انتي كنت مجرد اداه
جاء ذلك اليوم ليختبر يقينها
:في تلك اللحظة، شعرت أن الأرض تنشق تحت قدميها
لكن يصاحبه صوت داخلي، هادئ لكنه قوي، صعد من أعماق القلب
سجدت. وبكت. وقالت
"إن كان هذا خيرًا… فأنا راضية. عليك توكلت يا رب."
ثم أرسلت له رسالة واحدة
أبلغ والدي بقرار الطلاق. أسأل الله أن يوفقك
وفجأة، رنّ هاتفها مرة آخرى
صوته ، مرتبكًا، مصدومًا، يملؤه الذهول
إيه اللي بتقولي ده؟
في لحظة، تكشفت الحقيقة
زوجته الأولى هي من كتبت الرسائل من هاتفه، في محاولة حماية علاقتها
وحين أدرك ما حدث، سافر إليها فورًا
وفي عينيه، كانت الحقيقة واضحة جدًا
"ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين
القصة، رغم ألمها، كانت مليئة بالبصائر
لا توجد "زوجة أولى" أو "ثانية" في ميزان الله
قال الله تعالى:
"لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(سورة الممتحنة: 3)
الارتباطات الأرضية، مهما عُظمت، لا تكون سببًا في الثبات أو الأمان الحقيقي
الثبات هو في التسليم، واليقين، ومعرفة أن القدر لا يُكتب في رسائل مزيفة، بل يُكتب بقلمك وبمشيئتك
هذه القصة تُظهر أن الحب، الثقة والأمان لا يُبنى بالأقدمية … بل بالشعور بالأمان مع نفسك أولا - بالنية، والإيمان، والاتصال العميق بنفسك وبالله
وإن كنتِ تمرين بهذه المشاعر وشعرتِ بالخوف من التخلي بسبب التعدد
طبقي الـ ٦ خطوات هذه